على الفلسطينيين مساعدة بوش كما ساعد اليهود بلفور

ربما كانت غالبية الشعب الفلسطيني مع استمرار الانتفاضة وحماية المقاومة وصون شرفها ودماء شهدائها، ولكن يجب على الفصائل الفلسطينية أن تتكيف مع المتغيرات على الساحة الدولية بعد سقوط العراق، وينظروا إلى ما هو إيجابي في خارطة الطريق، وعلى الفلسطينيين أن يتحدوا فيما بينهم لكي يحققوا الهدف (دولة فلسطينية وديمقراطية مستقلة) فلنساعد بوش في وعده كما ساعد اليهود بلفور في وعده.

إن الرفض الدائم لجميع المبادرات لم نجن منه غير السراب وعندما رفض العرب التقسيم عام 48م وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.

ومن المعروف في المفاوضات أن الطرف القوي يستطيع أن يملي شروطه بقدر ما لديه من قوة ودعم، فالطرف الإسرائيلي الآن يمتلك جميع الوسائل والقوة والدعم الأمريكي لفرض شروطه التي يقنع بها الخصم والحكم فنحن في عالم القطب الواحد فمن ليس مع العملاق فهو مع الإرهاب.


وطالما حققت الانتفاضة الفلسطينية الكثير باعتراف الجميع فيجب علينا أن نجني ثمارها بالتوحد والمضي في طريق السلام وطالما أن السلام أصبح خيارا استراتيجيا ومطلبا عربيا في المبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت.

فيجب علينا ألا نقف أمام العاصفة وفي وجه التيار وعكس الموج بل ننحني لها ونحقق بالمفاوضات ما لم نستطع أن نحققه بغيرها.

وعلى القيادة الفلسطينية أن تدرك معاناة الشعبين (شعب الداخل وشعب الشتات) فشعب الداخل يتعرض يوميا للقصف والاغتيالات وملاحقة المخلصين من أبنائه أما شعب الشتات فهو لا يقل معاناة عن نظيره ويتعرض لكثير من المشكلات كان آخرها طرد العراقيين لهم من مساكنهم الشعبية التي وفرها لهم صدام حسين بإيجارات رمزية وعادوا إلى الخيام كما كانوا.

وما سوف يتعرض له البقية الباقية ابتداء من لبنان بسحب الجنسية منهم وانتهاء بملاحقة إسرائيل وأمريكا لقياداتهم وطلبها علنا من سوريا بإقفال مكاتبهم.

ومن هذا المنطلق أقول: يجب على جميع الدول التي يوجد بها فلسطينيون (شعب الشتات) أن يتم توطينهم ومنحهم الحق في الحصول على الجنسية من منطلق الخطوات العملية لا الوهمية التي يعيشونها في أمل عودتهم إلى فلسطين الغائبة منذ 55عاما وبالتالي تساهم هذه الدول في حل مشكلاتهم ويصبحون فعالين فيها.

وعود على ذي بدء، على المنظمات الفلسطينية المتشددة أن تدخل مرحلة القضاء على العملاء لأنهم سبب البلاء، وإعادة تنظيم صفوفها داخل الدولة الديمقراطية حتى لا تتعرض للسحق طالما أنها صنفت ضمن المنظمات الإرهابية (تصنيف أمريكي) وتعي جيدا درس العراق الذي لم يستطع قادته أن يفهموا المعادلة فسحقوا وسحق معهم الشعب العراقي.

فعلى جميع الدول العربية التي لم توقع معاهدات سلام مع إسرائيل وأمريكا أن تسعى إلى ذلك قبل فوات الأوان فالطوفان قادم والعاصفة آتية لا محالة فترسيم الحدود مع الدولة العبرية إحدى الولايات المتحدة الأمريكية أمر ضروري حتى تتوقف عن التمدد وتبدأ في مرحلة الانكماش أو الانسحاب حسب قرارات الأمم المتحدة.

مصطفى غريب – الرياض

صحيفة الوطن العدد (1011) السنة الثالثة ـ الاثنين 7 جمادى الأولى 1424هـ الموافق 7 يوليو 2003م