لوبي عربي

لوبي عربي

لن تتحقق نتائج ترضي العرب والمسلمين ما لم نؤسس “لوبي” يؤثر كمؤسسة الشرق الأدنى

تعتبر مؤسسة الشرق الأدنى للدراسات في واشنطن من أهم المؤسسات التي تقوم بجهود لا يستهان بها لدعم إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبهذا نخلص إلى القول بأن اللوبي اليهودي يزداد ويتعاظم في التأثير على أصحاب القرار الأمريكي وعليه فإن الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل مبني على أسس ثابتة ودراسات يقوم بها عدد من المفكرين أصحاب النفوذ لدى السلطات الأمريكية ووسائل الإعلام.

وفي نفس الوقت لا نجد من يقوم بدور معاكس لتأسيس لوبي عربي أو إسلامي يتساوى في التأثير العام على أصحاب القرار الأمريكي أو حتى على رجل الشارع في أمريكا.

وتزداد الأمور تعقيدا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 , فبدلا من تأثير إسلامي فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط نجدهم في موقف المتهم والمدافع عن قضايا المسلمين في أمريكا.

ولقد نجح مؤسسها مارتن انديك ومن يحمل عضويتها في تقديم تحليلات ودراسات حول الشرق الأوسط مؤيدة لإسرائيل لكي تمارس تأثيرها بشكل رئيسي على وسائل الإعلام والسلطة التنفيذية.

فهي تقوم بدعوة الصحافيين إلى حفل غداء أسبوعي كما تنشر التحليلات وتؤمن “الخبراء” لمحطات الإذاعة وحلقات الحوار على شاشات التلفزة الأمريكية ولا تكتفي بهذا القدر وإنما أيضا تقوم بنشر مواقفها عبر الصحف بصورة دورية.

وبذلك يكون لها تأثير واضح على وسائل الإعلام كما أن لها علاقات وثيقة مع المسؤولين في الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

منذ عهد جورج بوش الاب واعتمدت في بعض تقاريرها على السلام كإستراتيجية أمريكية للشرق الأوسط ولذلك نجد تسارع المفاوضات في عهد جورج بوش الأب من خلال مؤتمر مدريد.

وكانت الخلفية لهذا التسارع هي دخول عدد من مجموعات العمل على التقارير السابق ذكرها إلى إدارة الرئيس بوش الأب وتحقق طلب رفض إسرائيل التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية خلال مؤتمر مدريد عام 1991 بشكل وفد مستقل.

إلى أن قرر الإسرائيليون أنفسهم البدء بمحادثات جدية ووافقوا على اللقاء مع المنظمة في أوسلو من دون إعلام إدارة الرئيس كلينتون.

وزادت وتيرة التسارع في عهد كلينتون حتى نضجت وتبلورت أفكار جديدة أدت إلى تفاؤل العديد من الساسة بتحقيق السلام في عهد كلينتون.

ولم ينته دور مؤسسة دراسات الشرق الأدنى عند هذا الحد وإنما عملت على إنتاج تقارير ودراسات تزيد من أهمية إستراتيجية التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

بل وتعزيز هذا التحالف من خلال دعمها لموقف رئيس الوزراء إسحق رابين لمكافحة ما سمى في ذلك الوقت بالتطرف الإسلامي لذا لم يولد هذا الفكر المعادي للإسلام بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 , وإنما قبل ذلك بسنوات.

وكان الشاهد على ذلك هو، طرد رابين لـ 417 ناشطا فلسطينيا من حركة حماس والجهاد الإسلامي إلى لبنان في مرج الزهور عام 1992 وبعدها عاد معظمهم إلى منازلهم بعد عام من الإبعاد.

 ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تصر على وجود مؤامرة أمريكية تهدف إلى تمويل حركة حماس

وتابعت المؤسسة في إقامة المنتديات لتأكيد الخطر الذي يمكن أن يمثله الإسلام على السياسة الخارجية الأمريكية.

وخلاصة القول لن تتحقق نتائج ترضي العرب والمسلمين قبل تأسيس لوبي عربي أو إسلامي يتساوى في التأثير العام على أصحاب القرار الأمريكي أو مراكز النفوذ والسلطة كما فعلت مؤسسة الشرق الأدنى للدراسات في واشنطن.
مصطفى غريب – الرياض

صحيفة الوطن    الاثنين 4 ذو الحجة 1424هـ الموافق 26يناير 2004م العدد ( 1214) السنة الرابعة