تعليقاً على خالد الفيصل لن نقضي على الجهل إلا بتوفير مقاعد دراسية كافية

تعليقاً على خالد الفيصل
لن نقضي على الجهل إلا بتوفير مقاعد دراسية كافية

قرأت ما كتبه الأمير خالد الفيصل في العدد 1088 وتاريخ 25/7/1424 بعنوان “بالعلم لا بالجهل”حيث ناقش أموراً كثيرة كانت ومازالت تشغل فكر الجميع ليس من الناحية النظرية فحسب، ولكن كيف يمكن التطبيق على أرض الواقع وما زاد من اهتمامي بالمقال هو التشخيص الدقيق لحال الأمة والعلاج لهذا الداء العضال.
حيث ضرب لنا مثلا حول حضارة الغرب وكيف قامت بعد أن أخذت نتاج حضارتنا وطورته….،ولا تزال الحضارة الغربية تستقي من حضارتنا,التي نحن أولى منهم بأن ننهل من خيرات علومها وتذكرت تلك الهجمة الشرسة والمخطط لها سلفا على محتويات الحضارة العراقية وتلك الهجمة الشرسة على تغيير المناهج لدينا وبين ما هو مؤيد وما هو معارض لتلك الحملات وكأنما الغرب أصبح وصيا علينا فيما نقرأ وفيما نكتب وفيما نفعل .
وعندما نقول العلم يعني بمفهومه الواسع ليس علوم الدين فحسب ولكن شتى العلوم منها ما هو موجود لدينا فنطوره ومنها ما سوف نبحث عنه في شتى أصقاع الأرض لتوطينه في بلادنا وأقصد العلم النافع ونعيد دراسة حضارتنا وحضارات الأمم الأخرى كاليونانية والرومانية والفارسية والغربية سواء الأوروبية أو الأمريكية وكيف يمكن الاستفادة منها وتحويلها إلى قراء لغتنا العربية بعد الدخول في حركة ترجمة واسعة ونشيطة ونكافئهم بما يستحقون على أعمالهم الجيدة ولكن ما نعانيه اليوم من مشكلة عدم توفر مقعد جامعي لكل خريج ثانوية عامة وما يعانيه كثير من الطلاب والطالبات الذين لم يجدوا قبولاً في جامعاتنا أجدر بأن نركز عليه اهتمامنا كخطوة أولى يتبعها خطوات في الاتجاه الصحيح لمحو الأمية 100% في بلادنا ومن ثم تشجيع كل طالب فكر ومبتكر وكل طالب علم مبدع ليصبح لدينا نوابغ في كل فروع العلم والمعرفة: الطب – الكيمياء – الفيزياءالرياضيات – الفلك.. إلى غير ذلك. وكلنا يقرأ ما ينشر كل يوم حول معاناة خريجي الثانوية العامة من الجنسين لعدم وجود مقاعد جامعية لهم هذا لمن يتمكنوا من عرض مشكلته منهم عبر “الوطن” وغيرها ولكن الكثيرين منهم لم يتمكنوا من عرض مشكلته وهذا يعني أننا نعيش تناقضات التصريحات والواقع, وفي مثل هذه الحالات لنا وإذا كانت مشكلة الطلاب ظهرت اليوم على السطح فمشكلة الأمة غداً سوف تظهر على السطح فلنبدأ من اليوم بالعلاج وكل يدلي بدلوه لنتناصح ونتدارس لعل الجهات المعنية تستنبط ما يفيد من حلول عاجلة غير آجلة لزهرات شبابنا وسواعد الأمة التي نبني بها دولتنا وجعلها في مصاف الدول المتقدمة بحضارتها وعلمها ورجاحة عقل قيادتها وبعد كل ما تقدم.. هل أجافي الحقيقة إذا قلت إننا نعاني من أزمة حقيقية تستلزم منا وقفة حاسمة وشجاعة ونعود إلى دعم جامعاتنا لندعم بها طلب العلم المتكامل, والبحث عن أسباب المعرفة الشاملة. وأنه لن يتأتى لنا هذا إلا بإيماننا أولاً, وثانياً بتشجيع العلم والعلماء والإبداع والابتكار, وهنا نطلب من القائمين على التعليم العالي أن يعيدوا النظر في سياساتنا لتطوير الجامعات وإعادة النظر أيضا في الشروط الحالية لافتتاح الكليات والجامعات الأهلية والاستفادة من تجارب الدول الأخرى ونقيم الأمور بما يتناسب مع جميع الظروف والملابسات المحيطة بذلك لكي يساهم القطاع الأهلي بدوره في التعليم والتنمية البشرية.

مصطفى غريب – الرياض

صحيفة الوطن الثلاثاء11 شعبان 1424هـ الموافق 7 أكتوبر 2003م العدد (1103) السنة الرابعة