تعقيباً على المغلوث
نظرت للأمور بسلبية ولم تتعرض إلى لبّ المشكلة وإلى إيجابيات الزواج من السعوديات
تعقيباً على ما كتبه الأخ غازي المغلوث في العدد رقم 1030 بتاريخ 26/5/1424 فقد ذكر الكاتب العديد من سلبيات الزواج من غير السعوديات وهذا صحيح ولكنه لم يتطرق إلى إيجابيات الزواج من السعوديات سواء من السعوديين أو من المقيمين في السعودية للترغيب في هذا الزواج حيث نفس العادات والتقاليد والقيم ونفس النظام الاجتماعي وبالتالي نقلل من حجم الكارثة المقبلة ولاسيما إذا استحدثت أنظمة تسهل الإجراءات للراغبين في الزواج من السعوديات وخصوصا إذا توفرت الشروط المرجوة في هذه الزيجات من ناحية الكفاءة وغيرها ولا تتعارض مع ما أقره الشرع الحنيف.
ولسنا نغالي إذا ما قلنا إن مشروع الزواج من الداخل يحمل بين طياته بذور نجاحه، ويساعد المجتمع على المدى الطويل على التخلص من سلبيات القبيلي وغير القبيلي حيث لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى. ولن يكون هناك اختلال لهذا الزواج لأنه يشتمل على الحد الملائم من التكافؤ والتناغم وبالتالي سيدخل الزوج والزوجة والأطفال في سعادة.
وعتبي على الكاتب كبير وهو ينظر للأمور بسلبية ولم يتعرض إلى لب المشكلة حيث ذكر أن كثيرا من حالات الزواج من غير السعوديات – تبين أنهن من مستويات اجتماعية وتعليمية ومادية متدنية، ولم يوجه اللوم إلى الشخص نفسه الذي نفترض أنه عاقل وهو الذي يختار والكل يعلم أن العائلات المحافظة سواء كانت سعودية أو غير سعودية لا تزوج أي شخص مهما كان وكنتيجة للاختيار السيء فإن هذه الزوجة بالتأكيد سوف لن تحسن التعامل مع الزوج والتأدب معه، والإيفاء بحقوقه كاملة. وإذا كان الزوج حريصا على تكوين أسرة ويعلم تماما أن اختياره لهذه الزوجة أو تلك سوف ينعكس بطبيعته على تربية الأولاد فإنه لن يختار إلا ما هو مناسب.
وأما ما ذكر أن جيب السعودي مليء بما يسيل له لعاب أي عاقل وهنا يجب أن نتذكر كم نسبة العاطلين عن العمل وكم نسبة الفقراء في هذا البلد ويجب أن نثمن الحملة التي قادها سمو ولي العهد ضد الفقر في رمضان من العام الماضي وقيام المحسنين بالتبرع بالوحدات السكنية، وقيام جمعيات لمساعدة الشباب على الزواج.
وأما ما قاله الكاتب بخصوص أن الجنسية السعودية مغرية للحصول عليها فكأنما يريد أن يقول إن الأجنبيات فقط يرغبن في الزواج للحصول على الجنسية حتى تغير من سلوكها مع زوجها وتطلب الانفصال ومن ثم تتزوج ما يحلو لها طالما أنها سعودية. والكل يعلم أن المرأة السعودية تعاني أكثر من الرجل والظروف المحيطة بها تدعونا للتعاطف معها لتسهيل زواجها بما ينص عليه الشرع الحنيف والرأي الحصيف.
وبخصوص السؤال الذي طرحه الكاتب, لماذا تقبل (غير السعودية) على الاقتران بالزوج السعودي الطاعن في السن، أو المعدد في الزوجات، وأن تنتقل معه إلى وسط اجتماعي مختلف تماما، ويقيدها بأمور كثيرة، وتزداد عليها روزنامة الممنوعات والمحرمات؟
وكنت أودّ لو تساءل الكاتب لماذا هذا الزوج السعودي الطاعن في السن يرغب في الزواج من الخارج ولماذا لا يقاطعه المجتمع ونقوم بالضرب على يده حتى لا يظلم نفسه ويظلم غيره وعليه يجب أن ننظر إلى عيوبنا أولا ونصححها قبل أن ننظر إلى عيوب الآخرين.
وصحيح أن ما ذكره الكاتب هو أن ضحية هذه الزيجات غير المتكافئة – هم الأطفال بالدرجة الأولى – ذلك أن كثيرا من الحالات التي انتهت بالانفصال أو موت الزوج أو نحو ذلك، كان الأطفال في الغالب يدفعون الثمن، فإن كانوا مع الأب – حرموا من رؤية الأم لسنوات طويلة، لعدم وجود من يعطيهن تأشيرات دخول المملكة، ولماذا لم يتساءل الكاتب من باب الحرص على الأطفال لماذا لا يحق لهذه الزوجة أن تأخذ تأشيرة لرعاية أطفالها حتى وإن لم يرغب الزوج في ذلك حتى لا يفقد الأطفال حنان الأم ورعايتها، ويتحمل الزوج وزر ما فعل أما أن نأخذ بيده ونظلم هذه الأم وهو الذي تسبب في ذلك فلا.
أما إن كانوا مع الأم في بلدها دون الأب – تزداد معاناة الأطفال بمراحل، بدءا بحرمانهم من التعليم، لعدم وجود وثائق رسمية، وبالتالي يتحولون إلى أجانب في بلد أمهم، يقيمون بطريقة غير نظامية. والكل يعلم شرعاً أن النفقة على الأب فلماذا لا يلزم الأب شرعاً بالإنفاق ثم لماذا لا تعطى الأم الحق بالمطالبة بالنفقة بموجب عقد الزواج الشرعي.
مصطفى غريب ـ الرياض
صحيفة الوطن الأحد 5 جمادى الآخرة 1424هـ الموافق 3 أغسطس 2003م العدد (1038) السنة الثالثة