بحثاً عن جيل يستشعر المسؤولية ويتفاعل مع الظروف المحيطة

بحثاً عن جيل يستشعر المسؤولية ويتفاعل مع الظروف المحيطة

الأمن مسؤولية جماعية شاملة لا يستثنى منها أحد فالمواطنون والمقيمون متضامنون في هذه المسؤولية والكل له دور للإسهام في كشف العديد من الأعمال التخريبية ولا نستثني منها الفكرية.

لذا ينبغي أن نقوم بالدراسات الاستراتيجية والمستقبلية حسب الأولويات وبما يصب في مصالح الأمة العليا.

 كما أن حرية التعبير هي تنفيس لما يجول في صدور البعض وهي في نفس الوقت انتقادات قد تفيد في التعرف على العديد من المشكلات التي قد تواجه الأمة مستقبلا.

وإن كانت فئة تعيشها وتتألم منها ولا تشعر بها باقي الفئات الأخرى وكما يقول المثل ليس الذي يده في النار كمن يده في الماء فشتان بين النار والماء.

وطالما أن أي مجتمع عبارة عن طبقات مختلفة وتوجهات متباينة وأجناس وأعراق منها القبلي وغير القبلي وخصوصا كلما ازداد التعداد السكاني وازدحمت المدن.

وكما كان عمر رضي الله عنه يتحسس الرعية بنفسه في ذاك الزمان البسيط في تركيبته الاجتماعية فنحن في هذا الزمان قد لا يحتاج ولي الأمر أن يقوم بذلك بنفسه وإنما حرية التعبير عن الرأي قد تكون إفرازات يستفاد منها لعلاج مشكلات.

وإن كان الأمر الآن أصبح أكثر تعقيدا بمعنى كيف يمكن التثبت من صدق كل من يعبر عن رأيه وهنا ينبغي أن تكون حرية التعبير عن الرأي محكومة بضوابط تسمح بترشيح ما يعبر عن مشكلة حقيقية وبعيدا عن المبالغات.

وكما بحث المتحاورون في اللقاء الوطني وأكدوا على وسطية العلاقة بين الحاكم والمحكوم وحق كل فرد في مخاطبة السلطات العامة، وإن كان هذا الحوار قد جمع بين أطياف متعددة إلا أن المشاركة لم تعكس كل الفئات العمرية وكل الطبقات الاجتماعية.

وإن كانت البداية اقتصرت على بعض المفكرين والعلماء إلا أن الأوراق المقدمة والأبحاث والرؤى كانت مستفيضة وخصوصا ما كان منها تحت عنوان مشكلات الغلو والتطرف.

طالما أن مسيرة الإصلاح والحوار الوطني هي مسيرة طويلة يساندها ولي العهد ووافق على تسريع نمطها بلقاء كل ثلاثة أشهر ورغم مشاغل سموه الكريم إلا أنه أثبت عمق الصلة بين الحاكم والمحكوم.

وحث على حقوق المواطنين وواجباتهم فعلى المتحاورين وباقي الجهات المعنية أن تعلم أنها عملية مستمرة ومتطورة وتحتاج إلى وقت طويل لتطوير ومناقشة تعديل بعض أسس التربية في المجتمع والتنشئة الاجتماعية في البيئة السعودية.

لينشأ جيل قادم يستشعر المسؤولية ويتفاعل مع الظروف المحيطة سواء داخلية أو خارجية لتكون سمات الشخصية السعودية والعربية سمات مميزة ومعتدلة.

وإن كانت هي كذلك إلا أن بعض أفراد المجتمع تأثروا بالفكر المتطرف من خلال التعليم عن طريق القنوات غير الرسمية.

فمتى يلتزم الجميع بدراسة مختلف العلوم عبر قنوات رسمية مصرح لها بذلك من قبل الجهات المعنية لأن التعليم له أكبر الأثر في بناء الشخصية.

ومن هنا تبرز أهمية تطوير الخطاب في تنمية الوعي العام وتطوير دراسات تهتم بكيفية التعاطي مع القضايا المختلفة على الساحة الدولية.

وهنا نقترح تطوير أداء مختلف الجهات التي تقوم بالرد على كل ما يكتب أو يذاع أو ينشر من أفكار وآراء مغلوطة.

أو ما يثار من قضايا ملحة عن الأمة سواء في الداخل أو في الخارج وأن تعتمد على دراسات وأبحاث وبرامج في جميع المجالات لتصحيح المفاهيم السلبية عن الأمة سواء داخليا أو خارجيا وتعريف الآخرين بثوابتها وثقافتها وإطلاعهم على مكتسباتها.

مصطفى غريب – الرياض

صحيفة الوطن   الأحد 9 محرم  1425هـ الموافق 29 فبراير 2004م العدد (1248) السنة الرابعة