لنستفد من دروس الآخرين قبل فوات الأوان ونعمل لتنمية الوطن

لنستفد من دروس الآخرين قبل فوات الأوان ونعمل لتنمية الوطن

لاشك أن البلاد تتعرض لهجمات خارجية شرسة نلمسها ونتحسسها من وسائل الإعلام وعبر القنوات الفضائية فالبلاد بحاجة لالتفاف الشعب والشباب حول قيادتهم الحكيمة وبلادهم التي مازالت الدولة الوحيدة في العالم التي يحكم فيها شرع الله .

لننظر إلى دول الجوار وما حل بها بسبب بعض الفتاوى والنصوص التي زعمت فئات أنها تعتمد عليها لتسويغ أفعالها.

لكنه من المؤكد أنه لا يمكن لمسلم أن يتخذ من تلك النصوص ذريعة لإراقة دماء المسلمين الآمنين أو تعكير الأمن العام فقد ابتليت كثير من الدول الإسلامية بمثلها، وأوضح مثالين هما مصر والجزائر.

ولا يمكن لأي مواطن مخلص أن يرضى بأن تمر المملكة بما مرت به هاتان الدولتان الشقيقتان من مآس. فقد استمرت المذابح البشعة في الجزائر والعشوائية في مصر لسنوات دفع المواطنون والسياح خلالها ثمنا غاليا من الأرواح والأموال.

وسجن الآلاف من المنتمين لتلك الجماعات، وخلَّفت تلك المذابح عشرات المئات من الأرامل والأيتام والمشوهين، وأدخلت الفوضى والكآبة إلى مظاهر الحياة كلها.

وفي نهاية المطاف وبعد كل هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات والأموال خلصنا إلى اعتراف قادة الجماعات “الإسلامية” المتطرفة في كلتا الدولتين بأنهم كانوا مخطئين في اجتهاداتهم حين رفعوا السلاح في وجه الدولة سعيا وراء تحقيق ما يسعون إليه مما يسمونه “الإصلاح”.

لأنها اعتمدت على نصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأقوال بعض العلماء. لكنها قرأت تلك النصوص قراءة مغرضة مقطوعة عن سياقاتها ووظفتها في غير ما جاءت لأجله. والملاحظ كذلك أن النصوص التي اعتمدت عليها الفئات التي تقوم بأعمال التفجير في بلادنا هي نفس النصوص التي اعتمدت عليها الجماعات في كل من مصر والجزائر وهذا ما يفسر أن ما يحدث الآن في بلادنا ظاهرة جديدة وفي أول الطريق لذا يجب أخذ العبرة من الدول التي سبقتنا.

وكما اكتشف الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد وتراجعا بمحض إرادتيهما عن فتاواهما التكفيرية السابقة للدولة ورجال الأمن وبعض المواطنين، وتحريمهما لأشكال التدمير والتفجير كلها، وتجريدهم لهذه الأعمال من صفة “الجهاد” التي كانت تتسمى بها وسمياها بَغياً وسميا من ينفذونها بالبُغاة فإنه يجدر بالفئات التي تنتهك أمن بلادنا بحجة تلك الفتاوى المتراجع عنها الآن أن تستفيد من هذا الدرس قبل فوات الأوان. لأنه سيوفر عليها وعلى بلادنا أرواحا كثيرة ودماء غزيرة وأموالا يمكن أن تصرف في مصلحة تنمية الوطن.

مصطفى غريب – الرياض

صحيفة الوطن  الجمعة 4 شوال 1424هـ الموافق 28 نوفمبر 2003م العدد (1155) السنة الرابعة