الجامعة العربية وقراراتها المجحفة بحق الفلسطينين

الجامعة العربية وقراراتها المجحفة بحق الفلسطينين

بين الحين والاخر تقوم الجامعة العربية بالضغط على الفصائل الفلسطينية لحسم خلافاتها وتوحيد صفوفها في معركتها لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.

وتتهم إسرائيل بالعنصرية وأمريكا والمجتمع الدولي على حالة الصمت لمواجهة تلك العنصرية وهذا يدل على العجز التام الذي أصاب الجامعة العربية.

وهنا يتبادر الى الذهن سؤال متى كانت الجامعة العربية لها صوت مؤثر في المحافل الدولية؟ وتحاول الجامعة لإستصدار حكم قضائي من محكمة العدل الدولية بخصوص الجدار الذي تبنيه إسرائيل على الاراضي الفلسطينية وتناست مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ومعاناتهم اليومية سواء من سلطات الاحتلال أو في أي بقعة من الارض يعيشون.

حتى بدأت النكات تتداول في سوق الاخبار عن توطين الفلسطينيين في المريخ وهي فكرة جميلة طالما إتفق العالم على عدم توطينهم في أي بقعة من أرض الله الواسعة.

وتذكرت كلمة للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حينما ذكر في إحدى مؤتمرات القمة الصادرة عن الجامعة العربية وفي بدايات تأسيسها حيث ذكر ساعدوا الفلسطينيين بالمال والسلاح فهم قادرون على تحرير أرضهم.

وإذا أرادت جامعة الدول العربية مساعدة الفلسطينيين حقا فأول مساعدة تقوم بها هي إلغاء القرار رقم 1547 لعام 1959، الذي طالب بالحفاظ على الهوية الفلسطينية وهو قرار يزيد الطين بلة ، والامور تعقيدا.

فلقد تغير العالم بعد 11سبتمبر 2001م فكل دعم مادي أو بالسلاح هو دعم للإرهاب ودول الجامعة العربية في وضع لاتحسد عليه فلاهي تستطيع المساعدة بالمال ولابالسلاح لان من يقدم على عمل مثل هذا هو بمثابة المنتحر.

بل وتطلب أمريكا من سوريا بطرد قادة الفصائل الفلسطينية والكف عن دعم هذه الفصائل بأي نوع من الدعم فقانون محاسبة سوريا تم التوقيع عليه وقانون محاسبة بعض الدول العربية الاخرى في طريقه الى التوقيع أيضا.

وقانون مشروع توطين الفلسطينيين في البلدان التي يقيمون فيها سيتم مناقشته لإقراره ونراهن على أخطاء إسرائيل وحق العودة غير المشروط وفق قرار الامم المتحدة رقم 194.

أما إسرائيل استغلت هذا القرار وأعلنت دولتها وهي الآن تحول أخطائنا الى مكاسب حقيقية وكل يوم يمر عليها نراها تغرس جذورها في الارض ولن تستطيع الجامعة العربية بقراراتها غير الملزمة من تغيير الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيين في الدول العربية.

وسوف ينتظر الفلسطينيين الموجودين في مخيم الرويشد لبحث مشكلتهم في الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب وسيتم البحث أيضا في مشكلات وثائق السفر الصادرة عن عدد من الدول العربية المضيفة للاجئين.

وإذا كانت الدول العربية لا تقدم أموال إضافية لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين التي تعاني من أزمة مالية خانقة الامر الذي يجعلها غير قادرة على آداء مهامها لتوفير الحاجيات الرئيسة للاجئين.

فهذا القانون الذي تبنته الجامعة العربية هو السبب الرئيسي في عدم قدرة الفلسطينيين التمتع بحقوقهم كحقوق إنسان قبل أن تكون حقوق لاجئين اغتصبت أراضيهم وأملاكهم.

ويتردد أنباء عن مبادرة عربية جديدة هي مبادرة سعودية بمساعدة في الصياغة من فلسطين ومصر والأردن وهي إحياء للمبادرة العربية التي أقرت في بيروت وربطها بخارطة الطريق تعرض على القمة العربية في تونس وتقر هناك.

ثم قرار بأن تؤخذ هذه المبادرة إلى مجلس الامن الدولي لإستصدار قرار جديد من المجلس بتبني هذه المبادرة كجزء لا يتجزأ من عملية السلام.

وتردد أيضا أنه لا تغيير في نص المبادرة العربية الجديدة بخصوص اللاجئين والحل النهائي الانسحاب من كل الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967 ودولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

فالمطلوب هو فقط الربط بينها وبين خارطة الطريق الذي يعتقد الكثيرين أنها ماتت.  

مصطفى غريب – الرياض

مجلة فلسطين الجمعة 26 آذار (مارس)  2004